ما بين التوطين والتطوير.. طفرة مصرية غير مسبوقة في السكك الحديدية المصرية

تتألق مصر اليوم كنجمة ساطعة في سماء النقل العالمي، حيث حققت طفرة استثنائية في قطاع السكك الحديدية، تجمع بين التحديث الشامل، الابتكار، والتميز.
وهذه النقلة النوعية، التي بدأت منذ عام 2014 تحت قيادة الحكومة المصرية ووزارة النقل، جعلت من السكك الحديدية المصرية – ثاني أقدم شبكة في العالم – نموذجًا يحتذى به في المنطقة، بفضل استثمارات ضخمة، شراكات دولية متميزة، وجهود رائدة في توطين الصناعة.
وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض التطوير والطفرة الكبيرة التي طرأت على السكك الحديدية في مصر خلال الفترة الماضية.
تحديث البنية التحتية
وبرعت مصر في إعادة تشكيل شبكة السكك الحديدية التي تمتد على 9570 كيلومترًا، لتخدم 23 محافظة بكفاءة عالمية.
وباستثمارات فاقت 224 مليار جنيه مصري، تم تجديد 1200 كيلومتر من القضبان مع ازدواج الخطوط القديمة وتطوير 580 مزلقانًا بأحدث التقنيات.
كما طورت أنظمة الإشارات الكهربائية المحدثة على 1900 كيلومتر، مما عزز عدد الرحلات اليومية وجعل السفر أكثر سلاسة وأمانًا.
ومن الإنجازات اللافتة، تدشين خطوط جديدة مثل خط المناشي/6 أكتوبر والروبيكي/العاشر/بلبيس، إلى جانب محطة قطارات صعيد مصر ببشتيل، التي أصبحت مركزًا حيويًا يربط القاهرة الكبرى بمحافظات الصعيد.
وتتجه الأنظار الآن نحو شبكة القطارات فائقة السرعة، التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط وتمتد إلى أسوان، لتعزز مكانة مصر كمركز لوجستي عالمي ووجهة سياحية متميزة.
أسطول القطارات الجديد: رحلة فاخرة بمعايير عالمية
وأذهلت مصر العالم بتطوير أسطول قطاراتها عبر تعاقدات مع كبرى الشركات العالمية، لتقديم تجربة سفر فاخرة، ومن أبرز هذه الإنجازات:
- قطارات تالجو الإسبانية: 7 قطارات فائقة الحداثة، تصل سرعتها إلى 160 كم/ساعة، مزودة بـ Wi-Fi، شاشات عرض، وتجهيزات لذوي الهمم، لتوفر راحة لا مثيل لها.
- العربات الروسية: توريد 1300 عربة مكيفة بالتعاون مع ترانس ماش هولدنج الروسية، مع التركيز على إنتاج مكونات محلية، مما يعكس القدرة المصرية على الجمع بين الاستيراد والتصنيع.
- الجرارات الأمريكية: 110 جرارات من وابتك الأمريكية، مدعومة بورش صيانة متطورة في مهمشة، تعزز كفاءة التشغيل.
- المونوريل: تصنيع 70 قطارًا لمشروعي مونوريل شرق وغرب النيل مع بومباردييه الكندية، بتكلفة 4.5 مليار دولار، لربط العاصمة الإدارية و6 أكتوبر بشبكة نقل عصرية.
وهذه القطارات ليست مجرد وسائل نقل، بل رمز للتقدم والرفاهية التي باتت متاحة لكل مواطن مصري.
توطين الصناعة: قفزة نحو الريادة الإقليمية
وتتوج جهود مصر بإنجازات مذهلة في توطين صناعة السكك الحديدية، مما يعكس رؤية طموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتألق مصنع سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع في إنتاج عربات الركاب، بينما يبرز مصنع بكوم أبو راضي بالتعاون مع تالجو كمركز للابتكار.

كما يشكل مصنع شرق بورسعيد، بتكلفة 240 مليون دولار، إضافة نوعية بطاقة إنتاجية 300 عربة سنويًا، موفرًا 2000 فرصة عمل.
وتميزت مصر بإنتاج قطع غيار حيوية مثل "البلنجة" العازلة، التي كانت تستورد سابقًا من ألمانيا، ومفاتيح السكك الحديدية بالتعاون مع فويست ألبين النمساوية.
كما أنتجت ورش السكة الحديد فلنكات خرسانية تدعم تجديد الخطوط، في خطوة وفرت العملة الصعبة وعززت الاقتصاد الوطني.
ومع إنشاء مجمع صناعي ببرج العرب بالتعاون مع ألستوم الفرنسية، أصبحت مصر مركزًا إقليميًا لإنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية.
مصر نموذج عالمي في النقل المستدام
وتعد الطفرة في السكك الحديدية المصرية ملحمة وطنية تعكس الإرادة والإصرار على التقدم.
وبفضل الاستثمارات الضخمة، الشراكات الدولية المثمرة، والإنجازات الصناعية المحلية، أصبحت مصر رائدة في بناء شبكة نقل حديثة ومستدامة، تخدم المواطنين وتدعم رؤية مصر 2030.
وهذه الإنجازات ليست مجرد أرقام، بل قصة نجاح تُروى بفخر، وتؤكد أن مصر تسير بخطى واثقة نحو المستقبل.