تأجير أرض البهايم في دمنهور بـ126 مليون جنيه في السنة.. متتخضش لو كيلو اللحمة وصل 500 جنيه

سوق المواشي
سوق المواشي

اللي في الصورة دا... واحد من أكبر تجار المواشي في مصر كلها,, المعلم توفيق.. عين أعيان دمنهور .. الراجل كسب امبارح مزاد لتأجير "وقفة البهائم" في سوق دمنهور، بس خد بالك… مش اشترى السوق، ولا بناه من جديد، ده بس أجر الأرض اللي البهائم هتقف عليها عشان تتباع

المبلغ كام طيب؟ .. 126 مليون جنيه في السنة الواحدة

مش مدى الحياة، ولا حتى 5 سنين… دي سنة واحدة بس، وفي العقد كمان فيه زيادة 10٪ كل سنة، يعني لو حسبتها كده، ممكن نوصل في السنة التالتة إن وقفة البهائم دي توصل إيجارها لـ١٥٠ مليون جنيه سنويًا .. يعني حرفيًا، دا لو برج في العاصمة الإدارية، ولا مول فاخر من الآخر في التجمع، كان طلع أرخص.

فبلاش تتخض لما تلاقي كيلو اللحمة قرب من ٥٠٠ جنيه… لأنه ببساطة، اللي دفع ١٢٦ مليون علشان الأرض، أكيد مش هيسيبهالك رخيصة.

طب إيه حكاية المزاد؟ وليه الرقم دا تحديدًا؟ ولو وقفة البهيمة كلفت ١٢٦ مليون… أمال تمنها هيكون كام؟

تعالوا نفهم سوا ..

سوق دمنهور للمواشي بيشتغل يوم واحد في الأسبوع، يوم الجمعة، وبيعدّي عليه تجار من كل حتة.. الحسبة بتقول إن التداول فيه في اليوم الواحد ممكن يوصل لـ٤٤ مليون جنيه، يعني في السنة، بنتكلم في رقم يتعدى ٢.٢ مليار جنيه.

وفي مواسم العيد والأضحى؟ الرقم ده بيجري ويقرب من ٣ مليار ..

فالمعلم مسعود مش داخل يرمي فلوسه في الهوا… هو حسبها: هدفع كتير؟ أيوه.. بس هدخل أكتر؟ أكيد.. بس اللي هدخّل، هيجي منين؟ من التاجر اللي جوه السوق، من الراجل اللي بيأجر كشك، من اللي بيبيع، من اللي بيشتري، من الراكن عربيته… يعني التكاليف هتترص، وفي الآخر تتصب في جيب المواطن.

بس هل كل التجار هيرضوا.. 
فيه تاجر صغير هيقولك: "أنا أدفع إيجار عالي ليه؟ أروح سوق تاني في مركز تاني… أريح!".. وفيه تاجر تاني هيقعد يحسبها ويقول: "طب ما أزوّد في تمن البهيمة، واللي يقدر يشتري… يشتري!"..

والمواطن؟ 
هيبص حواليه ويلاقي كيلو اللحمة البلدي قرب يوصل ٤٠٠ أو ٥٠٠ جنيه، وهنا يبدأ يفكر… "يعني أنا لازم آكل لحمة؟ طب ما الفراخ موجودة… واللحوم المستوردة لسه أرخص!"..

هنا تبدأ المنظومة تنهز شوية التاجر يشيل البضاعة.. المربي يتزنق.. وإحنا نرجع من الأول نسأل: هو ليه البهيمة بتتغلى كده؟.. طيب هل ده معناه إن اللي حصل غلط؟

مش بالضرورة… لما مستثمر زي المعلم توفيق يدفع المبلغ ده، يبقى شايف قدّامه كنز، وده ممكن يفتح باب لتطوير السوق: ممكن ينظمه.. يوسعه.. يحط خدمات أحسن.. يخلّي فيه نظام، مش عشوائية..

بس برضه، ما ننساش المفارقة اللي بدأت بيها: إحنا بنتكلم في أجرة الأرض اللي هتقف عليها البهيمة وهي بتتباع، مش تمنها، ولا تمن العلف، ولا الجزار اللي هيقطعها.. وقفة بس… ٢ مليون ونص جنيه في الأسبوع..

في النهاية، دي مش أزمة، بس مفارقة تستحق التأمل… لو وقفة البهيمة على أرض السوق بـ126 مليون… يبقى تمنها نفسها بكام؟

تم نسخ الرابط