ثورة سياحية عند الأهرامات.. خطة ضخمة لاستيعاب ملايين الزوار بعد افتتاح المتحف المصري الكبير

السياح أمام الأهرامات
السياح أمام الأهرامات

في خطوة تعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، تملك الحكومة خطة طموحة لتشغيل نحو 1500 غرفة فندقية جديدة في منطقة غرب القاهرة الكبرى، بالقرب المباشر من أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير.

وهذه الخطط، التي تأتي مدعومة باستثمارات تصل إلى 3 مليارات جنيه مصري، تهدف إلى استيعاب الطلب المتزايد على الإقامة السياحية مع افتتاح المتحف الكبير رسميًا في نوفمبر المقبل، حيث ستدخل هذه الغرف السوق بنهاية عام 2026، مما يرفع الطاقة الاستيعابية الفندقية في المنطقة إلى أكثر من 11 ألف غرفة، ويعكس التزام الحكومة برؤية مصر 2030 في تعزيز القطاع السياحي.

وفي هذا التقرير، من سمارت فاينانس، نستعرض تفاصيل خطط الحكومة لإضافة عشرات الغرف الفندقية في منطقة غرب القاهرة الكبرى.

تفاصيل خطط تطوير منطقة الأهرامات

وتشهد منطقة الأهرامات تحولاً جذريًا، حيث أصبحت محورًا لمشاريع التنمية السياحية الكبرى، ومع تزايد عدد الزوار الدوليين بنسبة 26% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025 مقارنة بالعام السابق، أصبحت الحاجة إلى بنية تحتية فندقية متقدمة أكثر إلحاحًا.

وهذه الخطط ليست مجرد إضافة غرف، بل جزء من استراتيجية متكاملة تشمل تطوير المناطق المحيطة وتحسين الخدمات لتقديم تجربة سياحية فريدة.

التوسع الفندقي الجديد

وأفادت مصادر في القطاع السياحي بأن الطاقة الفندقية الحالية في محافظة الجيزة ومناطقها القريبة من الأهرامات، بما في ذلك مدينة السادس من أكتوبر، تبلغ نحو 9316 غرفة عاملة، ومع إضافة الـ1500 غرفة الجديدة، ستتجاوز الطاقة الإجمالية 11 ألف غرفة بنهاية 2026.

وهذه الإضافة مدعومة بتوقعات نمو الطلب السياحي، خاصة بعد التشغيل الكامل للمتحف المصري الكبير، الذي يعد أكبر متحف أثري في العالم ويضم نحو 50 ألف قطعة أثرية.

ومن أبرز المشاريع الجديدة، فندقان فئة 3 نجوم في مدينة السادس من أكتوبر، يضمان 130 غرفة بتكلفة استثمارية تتراوح بين 130 و140 مليون جنيه.

وأوضحت عبير عصام، رئيسة مجلس إدارة شركة عمار العقارية، أن هذه الفنادق مصاحبة لمركزين تجاريين، مما يوفر خدمات إقامة متكاملة للسياح والمصريين على حد سواء، كما سيشملان مرافق ترفيهية وتجارية لدعم الاقتصاد المحلي.

وبالإضافة إلى ذلك، أضافت مجموعة "ترافكو للسياحة" عبر ذراعها "جاز لإدارة الفنادق"، 980 غرفة جديدة في المنطقة خلال عام 2025 باستثمارات بلغت 127 مليون دولار، مما رفع حصتها إلى 1580 غرفة.

أهرامات الجيزة
أهرامات الجيزة

وهذه الإضافات تشمل فنادقًا حديثة قريبة من الأهرامات، مثل منتجع "وايت بالاس روتانا" الذي يواجه الأهرامات مباشرة ويضم 353 غرفة فاخرة، ومن المقرر افتتاحه خلال العام الجاري.

وسيوفر المنتجع خيارات طعام متنوعة و11 غرفة اجتماعات، مما يجعله وجهة مثالية للسياحة الترفيهية والأعمال.

الاستثمارات والدعم الحكومي

وتتراوح الاستثمارات في هذه المشاريع بين 2.5 و3 مليارات جنيه، وهذه الأموال تأتي من شراكات بين القطاع الخاص والحكومي، مع دعم من وزارة السياحة والآثار.

وأكد محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، في اجتماع موسع في سبتمبر الجاري، أن الوزارة تستهدف تنفيذ 2500 غرفة فندقية جديدة بنهاية 2027، ضمن خطة استراتيجية بدأت منذ 2024، ومن بين هذه الغرف، 600 غرفة في العام الأول، تشمل توسعات في فنادق مثل "نفرتاري" بأسوان و"أركان" برأس البر، بالإضافة إلى مشاريع قريبة من الأهرامات.

وتشمل الخطة أيضًا إحياء الأصول الفندقية التاريخية وتطوير الفنادق القائمة، مع التركيز على الاستدامة. على سبيل المثال، سيتم إطلاق عروض الواقع الافتراضي (VR) في المواقع الأثرية بدءًا من أهرامات الجيزة، مما يعزز الجاذبية السياحية.

كما أن الشركة القابضة للسياحة والفنادق أعلنت عن إنشاء 3000 غرفة جديدة خلال السنوات الثلاث القادمة، بما في ذلك تطوير 200 غرفة في مرسى علم واستغلال أراضٍ جديدة لمشاريع سياحية.

التأثير على الاقتصاد والسياحة

وهذه الخطط في خلق آلاف فرص العمل الجديدة، خاصة في قطاع الضيافة والخدمات السياحية، ومع ارتفاع معدلات الإشغال الفندقي إلى أكثر من 75% في بعض المناطق، وتجاوز 90% في أخرى، يتوقع أن يصل عدد السياح إلى مصر إلى 18 مليون زائر في 2025، مدعومًا بزيادة الإنفاق السياحي بنسبة ملحوظة.

كما أن اختيار شرم الشيخ ضمن أفضل 20 وجهة سياحية عالمية في 2025 يعكس النجاح العام للسياسات السياحية المصرية.

ومن المتوقع أن تعزز هذه التوسعات الاقتصاد المحلي، حيث ستشمل المشاريع مراكز تجارية وخدمات إضافية، مما يدعم التنمية في غرب القاهرة.

مصر وجهة سياحية عالمية

ومع هذه الخطط، تتجه مصر نحو تعزيز موقعها كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في 2025، حيث حصلت على المرتبة 24 عالميًا بـ54.63 نقطة في تصنيفات السياحة، في حين أن التركيز على التوسع الفندقي قرب الأهرامات ليس فقط استثمارًا اقتصاديًا، بل خطوة نحو الحفاظ على التراث الفريد لمصر. 

تم نسخ الرابط