تستهدف 3 ملايين زائر.. مصر تكشف عن كنوز سياحية جديدة للسياح الروس هذا العام

السياح الروس في مصر
السياح الروس في مصر

في ظل الانتعاش الملحوظ لقطاع السياحة المصري، تملك الحكومة خطط طموحة لجذب ما يصل إلى 3 ملايين سائح روسي سنويًا بحلول نهاية 2025، مع التركيز على تنويع الوجهات السياحية لتشمل مناطق جديدة خارج المنتجعات التقليدية على البحر الأحمر.

وهذه الخطط تأتي بعد زيادة بنسبة 160% في الحجوزات الروسية لموسم الشتاء 2025-2026، مما يعكس ثقة موسكو في الوجهة المصرية كبديل اقتصادي وآمن للسياح الروس.

ووفقًا لتقارير حديثة من رابطة منظمي الرحلات السياحية الروسية (ATOR)، أصبحت مصر الوجهة الأولى للسياح الروس، متفوقة على تركيا والإمارات، بفضل الطيران المباشر والأسعار التنافسية.

يأتي هذا في وقت يشهد فيه التعاون الثنائي بين القاهرة وموسكو تطورًا ملموسًا، حيث أكد نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشوك، خلال زيارته الأخيرة لمصر في وقت سابق، أن موسكو ستدرس اقتراحات القاهرة لتوسيع الجغرافيا السياحية للروس، بما في ذلك إضافة وجهات صيفية وثقافية جديدة.

ومع توقعات بوصول 17 مليون سائح إجماليًا إلى مصر في العام المالي 2024-2025، يعد السوق الروسي المفتاح لتحقيق هذا الهدف، حيث يساهم بنسبة تصل إلى 15% من إيرادات السياحة المصرية، وهو ما نستعرضه في هذا التقرير، من سمارت فاينانس.

نمو قياسي في 2025

وشهد قطاع السياحة المصري في الأشهر الأولى من 2025 ارتفاعًا دراماتيكيًا في أعداد السياح الروس، حيث بلغت الزيادة 45% خلال فصل الصيف مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بزيادة الرحلات الجوية المباشرة من موسكو وسانت بطرسبرغ إلى الغردقة وشرم الشيخ.

ووفقًا لوزارة السياحة المصرية، وصل عدد السياح الروس إلى 1.4 مليون في النصف الأول من العام، مع توقعات بتجاوز 2.5 مليون بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ1.8 مليون في 2024.

والسوق الروسي يفضل المنتجعات الشاطئية التقليدية، حيث تمثل الغردقة وشرم الشيخ 70% من الحجوزات، بسبب الشواطئ النقية والغوص في الشعاب المرجانية.

ومع ذلك، أشارت تقارير ATOR إلى أن متوسط تكلفة الباقة السياحية لشخصين لمدة 7 أيام في فندق 5 نجوم يبلغ 142 ألف روبل (حوالي 1,500 دولار)، مما يجعل مصر خيارًا اقتصاديًا مقارنة بمنافسيها.

كما ساهمت برامج الدعم الحكومي، مثل الإعانات للخطوط الجوية الروسية، في زيادة عدد الرحلات بنسبة 34%، مما أدى إلى ارتفاع الإشغال الفندقي إلى 75% في المناطق الرئيسية.

الوجهات الجديدة من الساحل الشمالي إلى القاهرة الثقافية

ولكسر الاعتماد على البحر الأحمر، تركز الخطط المصرية على تطوير وجهات جديدة تجذب السياح الروس الباحثين عن تجارب متنوعة، وأبرزها الساحل الشمالي، حيث يخطط لإضافة 20-25 ألف غرفة فندقية في العلمين ومرسى مطروح خلال 2024-2025، لتحويلها إلى وجهات صيفية رئيسية.

وهذه المناطق تقدم شواطئ بيضاء ومياه تركوازية هادئة، مع درجات حرارة أقل حدة من البحر الأحمر، مما يناسب السياح الروس الهاربين من الشتاء القارس.

كما تروج القاهرة كوجهة ثقافية حضرية، من خلال خطة "القاهرة السياحية الجديدة" التي تشمل تحويل المباني الإدارية القديمة إلى فنادق فاخرة بالشراكة مع سلاسل دولية مثل هيلتون وماريوت.

وستشمل البرامج جولات في الأهرامات، المتحف المصري الكبير، والأسواق التاريخية، مع التركيز على السياح الروس المهتمين بالحضارة القديمة.

السياح الروس في مصر
السياح الروس في مصر

وفي الشمال الشرقي، يستهدف الساحل الشمالي الشرقي كـ"مغناطيس سياحي جديد"، حيث عقدت هيئة السياحة المصرية اجتماعات مع شركات روسية لترويج هذه المنطقة كبديل عن المنتجعات التقليدية.

وبالإضافة إلى ذلك، افتتحت قنصلية روسية جديدة في شرم الشيخ في أغسطس 2025، لتسهيل الإجراءات الإدارية للسياح، مما يعزز الثقة في الوجهات الجديدة.

وهذه التطورات ستوسع الجغرافيا السياحية، كما أكد أحمد عيسى، وزير السياحة، الذي يرى فيها فرصة لاستيعاب 3 ملايين سائح روسي إذا زادت الرحلات الجوية.

تعاون ثنائي وترويج رقمي

وتعتمد الخطط على تعزيز الشراكات مع شركات السياحة الروسية مثل Anex وIntourist، التي زادت رحلاتها من 7 إلى 12 مدينة روسية اعتبارًا من نوفمبر 2025.

كما تشمل الحملات الترويجية مشاركة في معارض موسكو الدولية، وإطلاق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف الشباب الروسي، مع التركيز على "الرفاهية الاقتصادية" و"التجارب الثقافية الفريدة".

من جانبها، وافقت روسيا على منح إعانات للطيران، مما يقلل تكاليف التذاكر بنسبة 20%، بينما تقدم مصر تأشيرات إلكترونية سريعة للروس.

وهذه الاستراتيجيات ستعتمد على بيانات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات السياح الروس، مثل زيادة الطلب على الفنادق الخمس نجوم بنسبة 59%.

التحديات والفرص

ورغم النجاح، تواجه الخطط تحديات مثل المنافسة من فيتنام وأوزبكستان، التي شهدتا ارتفاعًا في السياح الروس بنسبة 900 ألف خلال عطلات مايو 2025.

كما يتطلب تطوير الوجهات الجديدة استثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار، مع التركيز على الاستدامة البيئية للحفاظ على الشواطئ.

ومع ذلك، يتوقع أن يصل سوق السياحة الروسية الخارجية إلى 105 مليارات دولار بحلول 2035، مما يفتح فرصًا هائلة لمصر إذا حافظت على الابتكار.

وتمثل خطط مصر لجذب السياح الروس عبر وجهات جديدة نقلة نوعية نحو سياحة مستدامة ومتنوعة، تعزز الاقتصاد وتعمق الروابط الثنائية، ومع اقتراب الشتاء، تبدو المنتجعات الجديدة جاهزة لاستقبال موجة السياح الروس، مما يعد بموسم سياحي قياسي في 2025.

تم نسخ الرابط