هل يواصل الذهب صعوده التاريخي في 2026.. عوامل داعمة ومخاطر خفية بعد اقترابه من 5000 دولار
شهد عام 2025 أداءً غير مسبوق لسوق الذهب، بعدما صعد المعدن النفيس بأكثر من 70% منذ بداية العام، ليصبح من بين أفضل الأصول أداءً عالميًا، متفوقًا بفارق كبير على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي سجل ارتفاعًا بنحو 17% فقط. هذا الصعود القوي أعاد الذهب إلى صدارة المشهد الاستثماري كأداة تحوط وملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين العالمي.
خفض الفائدة الأمريكية يعزز جاذبية الذهب
أحد أهم محركات صعود الذهب يتمثل في عودة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى سياسة التيسير النقدي، مع خفض أسعار الفائدة مرتين متتاليتين في سبتمبر وأكتوبر 2025.
وتُظهر توقعات الأسواق إمكانية تنفيذ مزيد من التخفيضات خلال 2026، وهو ما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب ويعزز الطلب عليه، خاصة مع احتمالات تبني سياسة نقدية أكثر مرونة بعد التغييرات المنتظرة في قيادة الفيدرالي.
التوترات الجيوسياسية والتعريفات الجمركية تدفع الطلب
لا تزال الصراعات الجيوسياسية، من الحرب الروسية الأوكرانية إلى التوترات في الشرق الأوسط وآسيا، عاملًا رئيسيًا في دعم أسعار الذهب.
كما ساهمت سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية والتصعيد التجاري العالمي في تعزيز تدفقات الاستثمار نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، حتى في الفترات التي هدأت فيها بعض النزاعات مؤقتًا.
البنوك المركزية تواصل تكديس الذهب
واصلت البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، زيادة احتياطياتها من الذهب ضمن سياسة تنويع الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار. ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، بلغ صافي مشتريات البنوك المركزية 634 طنًا خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2025، وهو مستوى لا يزال أعلى بكثير من متوسط ما قبل 2022، ما يوفر دعمًا هيكليًا قويًا للأسعار.

نسبة الذهب إلى الفضة وإشارات فنية مهمة
رغم تفوق الذهب، فإن الفضة سجلت ارتفاعات أكبر خلال 2025، ما أدى إلى تراجع نسبة الذهب إلى الفضة لتقترب من مستوى 60، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من عقد وهذا التحول قد يمهد لعودة زخم الذهب خلال الأشهر الأولى من 2026، خاصة مع تراجع الفضة مؤخرًا وتصاعد الشكوك حول استدامة مكاسبها.
مخاطر محتملة لا يمكن تجاهلها
ورغم النظرة الإيجابية، تبرز مخاطر قد تحد من وتيرة الصعود، من بينها تراجع الطلب على المجوهرات في الأسواق الكبرى مثل الهند، وفرض الصين ضرائب جديدة على الذهب، فضلًا عن احتمال أن تكون تخفيضات الفائدة الأمريكية أقل من توقعات الأسواق إذا تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي.
توقعات 2026: صعود مستمر أم تباطؤ تدريجي؟
تشير التقديرات إلى أن الذهب قد يختبر مستويات 5000 إلى 5200 دولار للأونصة خلال النصف الأول من 2026، مدفوعًا بالعوامل النقدية والجيوسياسية، إلا أن استمرار الصعود قد يواجه حالة من التباطؤ أو الاستقرار لاحقًا، مع تزايد حذر المستثمرين والبنوك المركزية. ويظل الذهب، وفق أغلب التقديرات، الخيار الأبرز للاستثمار طويل الأجل مقارنة بالفضة الأكثر تقلبًا.

